مجتعمات الهجرة
في ثقافة جنوب آسيا تشير كلمة هيجراس إلى الرجال الذين يصفون أنفسهم بصفات أنثوية ، ويقومون بأدوار نسائية ، يرتدون ملابس نسائية ويتصرفون كالنساء تماماً. من الكلمات الآخرى المرادفة لكلمة هجرة هي हिजड़ाہِجڑا হিজড়া، ಹಿಜಡಾ، Punjabi ਹਿਜੜਾ وهي تُعرف أيضاً بإسم " تشاكا / chhakka " في حضارة ولغة كاننادا و بامبايا الهندية، " خوسر" في اللغة البنجابية و " كوججا " في لغة التيلجو .
في الباكستان يتضمن مجمع الهجرا أفراد متحولين جنسياً ( يطلق عليهم إسم خوسراس) ، رجال بملابس نسائية ( زيناناس) و الرجال الذين تم التخلص من أعضائهم الجنسية بالقطع ( نارنبانس). يُعرف مجتمع الهجرة بأسماء أخرى، مثل أرافاني / أروفاني أو جابابا في بعض المناطق. مجتمع الهجرة أو الرجال الذين تعرضوا للإخصاء لديهم سجل تاريخي حافل في الحضارة الهندية، إنطلاقاً من من العصور القديمة ، منذ بداية الكاما سوترا حتى وقتنا هذا. هذا التاريخ يضم عدداً كبيراً من الشخصيات المعروفة من داخل الثقافات ،إلى جانب أهميتها من الناحية الروحية قديماً .
في جنوب آسيا، يعيش الكثير من مجتمع الهجرة داخل بيئة منظمة و منسقة، ويتم قيادتهم و الإهتمام بشؤونهم من قبل ال جورو. وقد أنشأت هذه المجتمعات والمنظمات لتأخذ على عاتقها " تبني" الأولاد الذكور الذين تم رفضهم من قِبل أسرهم أو مجتمعهم. " ليس هنالك رواية واحدة من الروايات التي قمت بتوثيقها من قِبل مجتمع الهجرة تشير إلى أن هذه المنظمات و الجماعات تقوم بتبني أفراد مجتمع الهجرة منذ ولادتهم أو في عمر الطفولة . بل على العكس تماماً ينضم غالبية أفراد مجتمع الهجرة إليه في عمر الشباب وغالباً بإراتهم الخاصة وبرغبة منهم لكن بسبب ضغط المجتمع أو الأسر أو النظرة التي يعانون منها بسبب طبيعتهم الأنثوية من قِبل الآخرين، أو حتى لحمايه أنفسهم من الإستغلال الجنسي" حيث يتم إجبار بعضهم للعمل كبائعات هوى ، وفي حال لم يتم إجبارهم فهم يعملون في هذا المهنة من أجل العيش .
إن كلمة "هجرة " هي كلمة من أصول أردية - هندوستانية، مشتقة من أصول عربية تحديداً من كلمة "هجر" والتي تعني " ترك محل الإقامة الأصلي و الإنتقال إلى خارجه" ، ومن ثم تم إدخالها إلى اللغة الهندية. وقد إعتمدت اللغة الهندية أيضاً بترجمة الكلمة الإنجليزية " المخصي" أو " المخنث" ويُشار المصطلح إلى الذكر الذي تم بتر وقطع أعضائه التناسلية . رغم ذلك، يولد أفراد مجتمع الهجرة أساساً مع أعضاء جنسية ذكرية، القليل منهم فقط يولد مع أعضاء جنسية أنثوية. وفي نفس الصدد أنشىء بعض مجتمع الهجرة منظمات مشتقة منهم تسمى نيروان وهي مجتمعات تضم حصراً الرجال الذين تعرضوا لبتر أعضائهم الجنسية.
منذ آواخر القرن العشرين، يطالب أعضاء مجتمع الهجرة و بعض المنظمات الغير ربحية (NGOs) بتسجيل أفراد مجتمع الهجرة بأنهم " جنس ثالث" بشكل رسمي وقانوني ، حيث أنهم ليسوا رجال وليسوا نِساء في نفس الوقت. وقد إستطاع أعضاء مجتمع الهجرة أن يحصلوا على بعض حقوقهم في بانغلادش وأصبحوا يمتلكون حق المنافسة في التعليم.