فنادق الحب
إن فنادق الحب هي أحد أنواع الفنادق التي تمنح إقامة قصيرة المدى للعملاء، تتوفر هذه الفنادق في غالبية الدول حول العالم وهي مصممة تحديداً لأغراض ممارسة الأنشطة الجنسية بها. تعود أصول تسمية " فنادق الحب" إلى أوساكا حيث أنشىء فيه أول "فندق حب" في عام 1968 .
طوكيو مصمم على شكل أحد القلاع الأوروبية
محتويات
الخصائص المميزة
يمكن تمييز فنادق الحب غالباً من خلال رموز معينة تتعلق بالحب مثل قلب مرسوم خارجه إلى جانب توفير أسعار الإقامة فيها تحت مسميات مثل " الراحة " (休憩 kyūkei?) ، لكنها أيضاً تحتوي على خيار البقاء طوال الليل. وتختلف فترة " الراحة" هذه كثيراً، لكنها عادة تتراوح بين ساعة واحدة إلى ثلاثة ساعات. تكون الأسعار أقل في ساعات الركود خلال النهار. بشكل عام ، ليس هنالك إمكانية للحجز، كما أنك ستفقد الغرفة بمجرد خروجك من الفندق ، أسعار البقاء طوال الليل ستكون متاحة فقط بعد الساعة 10 صباحاً. غالباً يتم إستخدام هذه الفنادق للدعارة ، لكن رغم ذلك يتم إستخدامها أحياناً للإقامة القصيرة من قِبل الرحالة الذين يبحثون عن أماكن إقامة بتكلفة منخفضة ويتشاركونها بينهم.
المداخل في هذه الفنادق سرية والإحتكاك مع الموظفين محدود جداً، حيث يتم إختيار الغرف من خلال لوحة إلكترونية و عدد من الأزرار و يتم طباعة الفاتورة تلقائياً ، هنالك أيضاً أجهزة إلكترونية لإتمام الدفع أو يتم الدفع إلى الموظف من خلف الزجاج . على الرغم من أن الفنادق الرخيصة تفي بالغرض لكن هنالك فنادق بأسعار أعلى وتضم بعض المرافق الإضافية مثل التصميم الداخلية الرائعة و الصور على جدرانها ، الأسِرة الدائرية و المرايا المثبته على الأسقف ، أجهزة الكاريوكي ، إضاءه مميزة و رومانسية ، أو حتى مصممة بطريقة تلائم الخيالات الجنسية المختلفة ، بعضها يضم أدوات جنسية أيضاً .
تقع هذه الفنادق عادة بالقرب من المحطات الرئيسية في قلب المدينة ، بالقرب من الطرق السريعة أو في المدن الصناعية . غالباً تتميز فنادق الحب هذه بالتصميم الفريد ، بعضها على شكل قلاع قديمة ، وتضم أضواء نيون مميزة. لكن هنالك فنادق حب تبدو تقليدية جداً في تصميمها الخارجي ، بعضها قد يكون صغير جداً ، مغلق أو لا يحتوي حتى على نوافذ.
فنادق الحب حول العالم
اليابان
يعود تاريخ فنادق الحب (ラブホテル rabu hoteru) إلى الفترة المُبكرة من عصر الإيدو ، حيث كانت هذه المباني تشبه الحانات أو مقاهي الشاي، مع إجراءات معينة من أجل الدخول بسرية تامة، بعضها كان يحتوي على أنفاق سرية للخروج منها ، بُنيت هذه الفنادق في عصر الإيدو في كيوتو .
فنادق الحب الحديثة تم إنشائها من مقاهي الشاي أو ما يسمى (chaya (茶屋))، وهي مقاهى تستخدمها بائعات الهوى لإيجاد العملاء لكنها أيضاً تُعرف بتوافد العشاق إليها . بعد الحرب العالمية الثانية تم إعتماد مصطلح " tsurekomi yado" (連れ込み宿) للإشارة إلى غرف و مباني صغيرة تُدار من قِبل العائلات وتمنح خيارات إقامة قصيرة الأجل للآخرين. ظهرت هذه المباني / الغرف في البداية في منطقة إينو ، طوكيو وذلك تنفيذاً لمطالب قوات الإحتلال، وإزدهرت هذه الفنادق بشكل كبير عام 1958 بعد أن تم إلغاء مشروعية الدعارة و بدأت الأنشطة الجنسية تظهر في الخفاء . إدخال المركبات أيضاً في أواخر الستينات خلق إستخدامات جديدة ل " الموتيلات" التي بدورها زادت من إنتشار و شهرة فنادق الحب هذه .
وقد تراجع إستخدام المصطلح الأساسي منذ ذلك الحين ، بسبب التغيرات الكثيرة التي طرأت على هذه الفنادق و الموتيلات التي كانت تُركز على مدى فخامتها و جاذبيتها أكثر من تركيزها على المنافسة . هنالك أيضاً بعض المصطلحات البديلة ل " فنادق الحب" منها " فنادق الرومانسية" ، " فنادق العروض" ، " فنادق الراحة" ، " فنادق التسلية " ، " فنادق العُشاق و " فنادق البوتيك".
كوريا الجنوبية
فنادق الحب ( باللغة الكورية : 러브호텔) تُعرف أيضاً بإسم موتيلات الحب وقد ظهرت في كوريا الجنوبية في منتصف الثمانينات . كانت تُسمى ب " باركتيل " ( باللغة الكورية : 박텔). وقد كانت بداية إنطلاقة و شهرت هذه الفنادق في عام 1988 مع بداية الألعاب الأولومبية التي تم تنظيمها في سيول . بعد ذلك شهدت هذه الفنادق إنتشاراً سريعاً وبدأت إعتراضات المحليين على طبيعتها ، مطالبين بعدم تواجدها بالقرب من المدارس و الأحياء السكنية ، وقد حاول بعض مالكي هذه الفنادق بتغيير طبيعة الخدمات المقدمة إستجابة لهذه المطالب ، وجعلها أكثر نظافة مثل إزالة الأدوات الجنسية من الغرف و تحسين مظهر الفنادق إجمالاً. لكن فنادق الحب هذه لا تزال موضوعاً محرماً بشدة في كوريا الجنوبية ، في نفس الصدد أحدث المعرض الفني الذين أقامه أحد الفنانين الأجانب جدلاً واسعاً بسبب صوره التي أظهرت فنادق الحب المختلفة في كوريا الشمالية، عام 2010.
تايلاند
تحتوي تايلاند على فنادق الحب هذه منذ عام 1935، هنالك 100 من هذه الفنادق في بانكوك وحدها ، تقع غالبيتها في شارع Ratchadaphisek و المناطق التي تحيط به. على الرغم من أن الجهات الحكومية قد توقفت عن منح الموافقات لبناء هذه الموتيلات، إلا أن الكثير من هذه الأعمال تسير بطرق مخالفة للقانون. يَستخدم فنادق الحب هذه المسافرين و السياح الذين يبحثون عن أماكن للإقامة لفترة قصيرة جداً .
دول أخرى
هنالك مباني مشابهة تتواجد في دول شرق آسيا وفي المناطق الأخرى مثل سنغافورة ، تايوان و هونغ كونغ .
مبداء هذه الفنادق أيضاً منتشر في أمريكا الوسطى و أمريكا الجنوبية . في غواتيمالا يُطلق عليها إسم " autohotels" ; في المكسيك تُسمى "hoteles de paso"; في تشيلي "موتيل " أو "موتيليس" أو "estaderos". في الأرجنتين و الأوروغواي تُعرف بإسم "albergue transitorio" أو بإسم " ليو" ; أما في البرازيل ، كولومبيا و بورتوريكو تسمى فقط بإسم " موتيل " ( يستخدم مصطلح موتيل عادة للدلالة على فنادق الحب).
في الولايات المتحدة و كند هنالك بعض المُوتيلات في الأحياء الفقيرة الشبيهة بفنادق الحب التي تتواجد في اليابان. تُعرف هذه الفنادق باللهجات العامية بإسم " موتيلات لا – تُخبر أحد " / ،No-Tell Motel لكنها أصبحت نادرة في هذه الأيام ، حيث تفرض القوانين المحلية بشكل صارم تسجيل معلومات المستأجرين وتقديمها إلى الجهات المختصة.
في أوقيانوسيا و نيوزيلاندا تم إفتتاح أول فندق للحب في شهر مايو من عام 2010 ، بينما في أستراليا أنشىء أول فندق حب في آب من عام 2011.
الجوانب الإقتصادية
تُقدر الأرباح السنوية من فنادق الحب و صناعة الخدمات المتعلقة بها بحوالي 4 ترليون ين وهو رقم مضعف لصناعة الأنمي في اليابان .
يُقدر بأنه هنالك 500 مليون سائح يزور اليابان ويقيم في فنادق الحب ، والتي تُقدر ب 37 فندق ، في كل عام. الرقم الذي يعادل مايقارب 1.4 مليون من العشاق و الأزواج ، أي 2% من النسمة السكانية في اليابان يزورون هذه الفنادق يومياً . في السنوات الماضية ، أصبحت فنادق الحب هذه تجارة ناجحة و مزدهرة جداً ونالت إهتمام صناعة المال حول العالم . هنالك عدد لا بأس به من الصفقات المالية التي تم إنجازها ، والتي تضمنت إستثمارات ضخمة في هذه الفنادق أو بيع عدد كبير منها إلى مستثمرين أجانب.